بينما يغط الجميع في النوم، يبقى هو مستيقظًا داخل
بيته أو خارجه، مع زملائه وأصحابه، أو أمام القنوات الفضائية والإنترنت، وبينما تسكن
الحركة ليلاً استعدادًا للسعي إلى العمل في النهار، يقلب هو ميزان الكون، فيسهر حين
ينام الناس، وينام حين يستيقظون. هذه حال كثير من الشباب الذين تحولوا إلى كائنات ليلية،
مدمنة للسهر، تجد فيها متعتها وراحتها. إذا كنت من هؤلاء، فاقرأ هذا التحقيق.
لماذا السهر؟
فالسهر قد يكون هروبًا من مواجهة مشكلات حقيقية
تتحدانا في حياتنا الاجتماعية، أو الدراسية، أو الزوجية، أو العملية، ونترجم الهروب
منها في السهر أمام شاشات التليفزيون أو النت أو غيره؛ حتى لا نفكر في مواجهتها كثيرًا.
وقد يكون تعبيرًا عن اضطراب نفسي كالاكتئاب والقلق،
أو التوتر، يحتاج لعلاج نفسي، وقد يكون تعبيرًا عن العدوان، خاصة في فئة المراهقين؛
حيث مرحلة التمرد على قوانين البيت، وقائمة (افعل ولا تفعل)؛ حيث يعيشون يجد المراهق
نفسه غير قادر عن التعبير عن غضبه مما يُطلب منه أو الاعتراض عليه بشكل واضح وصريح،
فيقوم بالسهر وإضاعة الوقت في غير فائدة «كـ تنفيس» غير مباشر لاعتراضه على الأهل؛
لأن في إضاعة الوقت إيذاء لوالديه وإثباتًا لشخصيته.
كما قد يكون سببه النشأة؛ حيث لم يُرب الطفل منذ
صغره على إعلاء قيمة الوقت، أو الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه المجتمع، أو نتاج
التربية المدللة مثلاً التي تخرج لنا شخصًا مستهترًا لا يعي مفهوم الحرية بحق.
وقد يكون للإعلام دوره؛ حيث صدّر لنا مفهوم السهر
بالقنوات التي تستمر في البيت 24 ساعة يوميًا.
وقد يكون السهر دلالة على ضعف الوازع الديني، حين نبتعد عن وصايا الرسول
(صلوات الله وسلامه عليه) فيما يخص حق البدن وأهمية النوم، والتبكير للحفاظ على الصحة،
وصلاة الفجر وغيره.
كيفية العلاج:
ولا تتصور أنك بذلك تُسلب حريتك، فالحرية التي تسبب
المرض والتقصير، والوقوع فيما لا يجب - هي حرية مزيفة، والحرية التي تقوم على مجرد
التمرد هي حرية أيضًا مزيفة، وحريتك الحقيقية هي ألا تظل عبدًا لعادة سيئة أثبتت معظم
الدراسات أنها تسبب الكثير من الاضطرابات العصبية والعقلية والنفسية، وتسبب ضعفًا في
التركيز والذاكرة قصيرة المدى، والقدرة على التحصيل والأداء مهما نام الإنسان نهارًا.
والسهر ليس علاجًا لمشكلة تواجهك، بل هو هروب من واقع قد يكون سببه الفراغ
أو عدم وجود شيء حقيقى تعمل من أجله، والأجدر لك هو البحث عن هذا الدور وهذا العمل،
بدلاً من قتل خلايا مخك وتدميرها يوميًا بهذا السهر، والوقوع في المزيد من عدم الرضا
عن النفس والحياة، أو الاستهتار بهما.
أضرار السهر الصحية
ووفقًا لموقع الجدار الحر الإليكتروني فإن أضرار
السهر الصحية تتلخص فيما يلي:
السهر والكفاءة العضلية:
السهر وجهاز المناعة:
السهر والأرق:
السهر والتشوّهات القوامية:
عرضة للموت
وإليك هذه النصائح التي تمكنك من النوم مبكرًا:
- عدم القيام بأعمال شديدة الإجهاد، سواء
من الناحية الذهنية أو البدنية قبل النوم.
- عدم تناول المنبهات من القهوة أو الشاي
في الفترة المسائية، ويدخل ضمنها الإفراط في التدخين.
- تعويد الجسم على وقت معين وساعة معينة للخلود
إلى النوم، وحتى وإن كانت البداية صعبة فلتظل في سريرك.
- القيام بممارسة رياضة خفيفة كالمشي في فترة
ما بعد العصر وقبل الغروب.
- تهيئة المكان الهادئ المناسب للنوم، ويفضل
أن يكون ثابتًا.
- تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم، ويفضل
تناول كوب من اللبن الدافئ قبل النوم.
- أخذ حمام دافئ قبل الخلود للنوم.
- عند الذهاب للفراش حاول أن تصرف ذهنك عن
الأفكار التي تساعد على القلق والتوتر، وذلك بقراءة بعض الكتب السهلة قبل النوم، ويفضل
أن تكون من النوع الممتع المشوق بالنسبة لك، وأفضل ما يمكن قراءته قبل النوم القرآن
الكريم.
موقع الأسرة السعيدة